الحسن أوبلا يكتب : من أجل تنسيقية محلية لمحاربة فساد الإنعاش الوطني

 بقلم : الحسن أوبلا.
فاعل جمعوي وحقوقي ومنسق شبكة IDD الدولية.

أزالت قضية استغلال منتخب لمواطن عادي بكلميم وابتزازه له في مبلغ بطاقة الإنعاش، اللثام عن الوجه الخفي الذي يريد البعض إخفاؤه عن الاختلالات والفساد الذي يعرفه هذا المرفق العمومي، الذي وجد أصلا لمساعدة الأيثام والأرامل وذوي العاهات الخاصة، فيما استغله البعض لممارسة الابتزاز والثراء غير المشروع عبر استمالة بعض المواطنين واقناعهم بالتوسط لهم من أجل الحصول على بطاقة الإنعاش مقابل مبلغ مالي ينتزع منه عنفا كمقابل على الخدمة.
هذه الظاهرة التي استفحلت في الاونة الأخيرة والتي تسائل السلطات العمومية و أجهزة الدولة لم تتوقف في هذا الجاتب فقط بل صارت تحكمها نزعات قبلية وانفصالية حيث أن  جزء من المستفيدين لديهم  توجهات انفصالية يستعملونها لابتزاز الدولة انطلاقا من مواقعهم القبلية وانتماءاتهم العائلية  الكبيرة في المنطقة، خصوصا في عهد الوالي الأسبق الحضرمي أحد مؤسسي جبهة البوليزاريو الانفصالية،  الذي فتح هذا الباب على مصراعيه لمعارفه ومن قدموا الولاء لتوجهاته القبلية والعنصرية وترك تركة من الفساد وسوء توزيع هذه البطائق  قبل أن يتم عزله ورحيله. ورغم المحاولات والمجهودات التي باشر بها خلفه الوالي الحالي السيد محمد الناجم ابهي هذا الملف الشائك من أجل تنقيته من الشوائب التي علقت به إلا أنه يلزم الكثير من العمل قصد تصفية هذه التركة التي خلفها من سبقوه نظرا لتشعب جدورها بسبب الأخطاء المتراكمة لبعض النسؤولين في الولاية و في مندوبية الإنعاش والذين لا يزالون يمارسون عملهم لحدود الساعة.
كما أنها  وسيلة لصنع كتلة انتخابية مزورة وانصار مزيفين من طرف البعض يتم تحريكهم عند الحاجة بل ويتم تهديدهم بانتزاعها في حالة رفضهم الاتسياق وراء أهواء هذا المنتخب أو ذاك المسؤول. والأدهى من كل ذلك أن بعض السياسيين يستغلون هيئات المجتمع المدني التي تكون غالبا تحت الطلب من أجل الوقوف بجانبهم في حالة الشدة والحاجة.
ظاهرة لا أخلاقية ولاوطنية حينما يخرج البعض خدمات مرافق عامة عن جوهرها واستعمالعا في أوجه لا تمت بالهدف النبيل الذي أنشأت من أجله أمام أعين السلطة والمسؤولين، مما يفرض على هؤلاء التدخل لوقف هذا العبث واستغلال النفود والابتزازد ليكون المواطنين سواسية أمام خدمات هذا المرفق العمومي واستفادة من يحق له ذلك ورفض من لا يستحق دون استعمال أسلوب المحابات والولاءات والوساطات من أجل نزعها ممن يستحقون ومنحها لآخرين لا تتوفر فيهم الشروط الكافية للإستفادة.
خروج شريط اليوم الذي يظهر بعض الأوجه البشعة لاستغلال بطائق الإنعاش يحتم علينا كفاعلين جمعويين وحقوقيين وهيئات المجتمع المدني وجميع الصادقين، التكتل في تنسيقية محلية قصد إجراء معاينات حقيقية لأوجه هذا الملف وكشف خباياه ووضع السلطات أمام أمر الواقع حتى تتدخل في حدود اختصاصاتها من أجل إرجاع هذه الأمور إلى نصابها والضرب بيد من حديد على كل من يستغل بطائق الإنعاش من أجل الابتزاز والاستغلال.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

ads1
التخطي إلى شريط الأدوات