Home » أراء الكتاب » المغرب بين حسم السيادة والتصدي للمؤامرات الإعلامية
المغرب بين حسم السيادة والتصدي للمؤامرات الإعلامية
بقلم: إبراهيم أبهوش صحفي مغربي
لم يعد الحديث عن السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية موضوعاً قابلاً للتأويل أو المزايدة، فقد حُسم الأمر أممياً وبوضوح لا لبس فيه. القرار الأممي الأخير، الذي أقر بمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية، أسقط آخر أوراق المناورة التي ظلت الجزائر وصنيعتها البوليساريو تتشبث بها لعقود، في محاولة لتضليل الرأي العام المحلي والدولي، وتدجين الشعبين: الأول محكوم بقبضة الحديد والنار، والثاني محتجز في مخيمات تندوف بلا حول ولا قوة.
لكن المغرب، الذي خبر الدسائس والمؤامرات، لا يواجهها بردود فعل عشوائية، بل بمنهجية واعية، تستند إلى شرعية تاريخية وقانونية، وإلى علاقة وطيدة بين العرش والشعب، تُجسد أسمى صور التلاحم الوطني. هذا التلاحم هو ما يجعل كل مؤامرة تُولد ميتة، وكل حملة تضليل تتحطم على صخرة الوعي الشعبي المغربي، الذي يدرك أن الدفاع عن الوطن ليس فقط مسؤولية الدولة، بل واجب كل مواطن، وكل إعلامي، وكل فاعل مدني وحقوقي.
إننا اليوم أمام مرحلة جديدة، تتطلب تعبئة إعلامية مواطِنة، قادرة على فضح الأكاذيب، وتفنيد المغالطات، وكشف الخلفيات السياسية التي تحرك الأطراف المعادية. فالمعركة لم تعد فقط على الأرض، بل أصبحت في الفضاء الرقمي، وفي المنابر الدولية، وفي كل ساحة يُراد فيها تشويه صورة المغرب أو تقويض إنجازاته.
ومن موقعنا كإعلاميين وحقوقيين، نعلنها بوضوح: لن نسمح بتزييف الحقائق، ولن نصمت أمام محاولات التشويش على المسار التنموي الذي اختاره المغرب بإرادة ملكية وشعبية. سنواجه كل مؤامرة بالحجة، وكل منشور مضلل بالحقيقة، وكل خطاب عدائي بخطاب وطني جامع.
إن المغرب لا ينتصر فقط في المعارك الدبلوماسية، بل ينتصر في معركة الوعي، ومعركة الكرامة، ومعركة البناء. والسيادة التي حُسمت أممياً، ستُترجم ميدانياً بعودة إخواننا الصحراويين إلى حضن الوطن، وبانخراطهم في مشاريع التنمية، وبانتهاء زمن الاحتجاز والاحتجاج.
فلتعلم الجزائر والبوليساريو أن المغرب لا يُهزم، لأن خلفه شعباً يؤمن بوطنه، ويصونه بقلمه وصوته ودمه