نظمت جمعية أساتذة وأستاذات مادة الاجتماعيات بكلميم على هامش فعاليات أسبوع الجمل في دورته العاشرة بتنسيق مع الجمعية المنظمة لهذه الفعاليات ندوة علمية حول “واد نون إرث حضاري و فرص واعدة للتنمية والتعاون الأورو أفريقي” شارك فيها أساتذة باحتون و مهتمون بالثقافة والثرات.
وفي هذا السياق أكد مبارك برد الليل رئيس جمعية أساتذة وأستاذات مادة الاجتماعيات أن الندوة تروم الى الوقوف على المكانة التارخية لمنطقة واد نون باعتبارها مجالا لتلاقح الثقافات وإرتا حضاريا مهما جدا. مضيفا أن هذه الندوة التي يؤطرها ثلة من الأساتذة خرجت بتوصيات ستعمل الجمعية بمعية شركاؤها على تنفيذها.
من جانبه أكد حسن المنصوري وهو باحث في التاريخ المعاصر أن موضوع الندوة يجسد تحولا من منطق تراكمي في مجال النقاش حول المقومات الحضارية والثقافية والتراث المادي واللامادي لهذه الجهة التي لها خصوصيتها ومنيزاتها الترابية بامتياز إلى مستوى مقاربة تركيبية تهدف إدماج هذه الحقول في إطار التنمية المستدامة
وتناول في مداخلته هجرة عمال منكقة واد نون إلى أوروبا بين 1960 و 2010 أي الهجرة المنظمة في عهد “موغا” إحدى الشخصيات التي تركت أثرا عميقا في مخيلة الفرد والجماعة بواظ نون والتي كانت تفد إلى المنطقة قبل توقيع الاتفاقية الرسمية بين الحكومة المغربية والفرنسية سنة 1962 واتضح في استقراء للرواية الشفهية أنن هذه الشخصية ينزل بفندق السلام بكلميم إحدى المعالم التاريخية بكلميم منذ 1960 مستعينا بدليل كان يسمى براهيم بن بوعلام البشير. وكانت فرنسا في هذا الوقت محتاجة الى اليد العاملة رغبة فيها من نقص في الجالية الجزائرية للاشتغال في مناجم الفحم الحجري في ظروف سيئة حتى اغلقت سنة 1974 ولجوء العمال الى الاراضي المنخفضة.
هذا التاريخ يضيف الأستاذ المنصوري يعبر عن ذاكرة فردية وجماعية يستوجب انفتاح الفاعل السياسي والفاعل الترابي على المهاجر و عدم الاقتصار على الرؤية الوطنية فقط (اليوم الوطني للمهاجر ) بينما يجب أن تصاحبها رؤية جهوية بوضع سياسات جهوية تهدف إدماج هذا المهاجر الذي انتج أربعة أجيال للهجرة كي نجعل من هذه الجالية رافعة أساسية من خلال مجموعة من التوصيات أهمها: احداث متحف لتخليذ الذاكرة الفردية والجماعية للمهاجر الواد نوني و إحدات مرصد جهوي للهجرة، ومركز يهتم بدراسات الهجرة بين واد نون و أوروبا و العمل على إدماج تاريخ الهجرة و نقلها للأجيال القادمة على مستوى المناهج المحلية و الجهوية بجهة كلميم واد نون
من جانبه أكد ياسين عبد العزيز وهو أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهرفي مداخلته على تتمين الموروت والمعطيات والإمكان الحضاري الذي تتمتع به جهة كلميم واد نون والسبل التي يمكن من خلالها أن تجسد هذه الجهة حلقة وصل بين الشمال (أوروبا) وعمق الجنوب (افريقيا) وسجل أن هناك تطور كبير على مستوى التراكم الذي تحقق حيث اننتقل النقاش من مستوى تشخيص الإمكانيات والمؤهلات والمعطيات الطبيعية والبشرية والمؤهلات والثراتية الى مستوى تتمين هذا الموروت وهذا الإمكان من اجل غد افضل سيتميز بالتسويق الترابي والمجالي لهذه الجهة المتميزة والمتفردة بمجموعات من الإمكانات التي لا تتوفر بجهات أخرى.