نوار كانت تشتغل قبل الثورة المزيفة بسوريا طبيبة بدمشق، تعيش حياة طبيعية تمارس واجبها المهني بكل إخلاص ، فالنظام السوري كان من بين الدول العربية التي تولي اهتماما بالقطاع الصحي مثله مثل قطاع التعليم ،فهو حق و مجاني للمواطن السوري،لكن بعد الحرب الطاحنة التي عاشتها أرض الشام،أجهزت على الأخضر و اليابس ،فلم يعد لنوار سبيلا إلا الهجرة من مسقط رأسها خوفا على حياتها ، ما دامت الأطر الطبية أصبحت مستهدفة هي الأخرى من طرف الأعداء، سافرت إلى فرنسا كلاجئة ثم استقرت في باريس بعد أن حصلت على وظيفة بإحدى المصحات الخاصة،…إلى أن جاء اليوم و التقت فيه بالصْغِيرْ ووجدت فيه نفسها فتوطدت العلاقة بينهما،وتكرر اللقاء بينهما لتتطور إلى زيارات متبادلة بينهما،لتصبح سببا في اتخاد الصغير لقرار الرحيل إلى فرنسا لإتمام دراسته العليا في إحدى الجامعات الباريسية،وأيضا من أجل العمل بإحدى الشركات السياحية العالمية،بعد أن حصل على عقد عمل معها،الصغير رغم كل هذه التحولات الجذرية التي حصلت في حياته،إلا أن تواصله مع عائلته و مدينته لم تنقطع أبدا،فحبه و عشقه لهما لم يعرف فتورا أبدا…
الحياة الجديدة في أوروبا،جعلته ينظر إلى العالم بعين أخرى و من زاوية أخرى أيضا،فالصغير أصبح يعاشر عقليات منفتحة أكثر لا تؤمن بالمستحيل ما دام هناك شيء موجود إسمه العزم و المثابرة،نوار كانت مكملا لحياته فجعل منها شريكة لحياته…،مرت سنتين نال بعدها الصغير الدكتوراه في العلاقات الدولية،رافقه نجاح باهر في عمله أيضا،لكن حنينه لوطنه كان يراوده كل لحظة،وعندئذ فهم الصغير ما قاله له ذلك الشيخ الزاهد بقرية ولاد فرج بأن من ترك مدينته من أجل الذهاب إلى مدينة أخرى،فهو بذلك أصبح غريبا عنها، فرغم كل ما كان يطمح إليه قد وجده في أرض أخرى غير مسقط رأسه،إلى أن ذلك لم يمنعه من حنينه و اشتياقه لمدينته الأم التي رأى فيها النور، فاتخد قرارا مصيريا…
يتبع