كلميم .. انعقاد مجلس إدارة وكالة الحوض المائي لدرعة وادنون

انعقدت، اليوم الجمعة بكلميم ، أشغال المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لدرعة وادنون برسم سنة 2021، وذلك برئاسة الكاتب العام لوزارة التجهيز والماء السيد مصطفى فارس.

وتضمن جدول أعمال الاجتماع، بحضور على الخصوص، الكاتب العام لولاية جهة كلميم وادنون ، السيد أحمد الفغلومي ، تقديم حصيلة منجزات وكالة الحوض المائي برسم السنة المالية 2020 ، وبرنامج عملها ومشروع ميزانيتها برسم السنة المالية 2022.

وبالمناسبة، أكد الكاتب العام لوزارة التجهيز والماء، أن هذا الاجتماع فرصة لتقييم أداء الوكالة ودراسة برنامج عملها برسم السنة المالية 2022، وكذا الوقوف على الصعوبات والإكراهات التي تواجهها.

وأكد السيد فارس أهمية الماء والدور الذي يلعبه في كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وخصوصا المناطق الجافة و الشبه الجافة، كما هو الشأن بالحوض المائي لدرعة واد نون، مبرزا أن الماء “كان وسيظل من الركائز الأساسية لمواكبة مسار التنمية الذي تعرفه بلادنا”.

وأشار إلى أن المغرب اعتمد سياسة مائية ناجعة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والمندمجة للموارد المائية، أخذا بعين الاعتبار التحديات والحاجيات الآنية والمرتقبة، وكذا التأثيرات التي يمكن أن تنجم عن الاحتراز المناخي، مضيفا أن هذه السياسة ارتكزت على إنجاز السدود لتعبئة الموارد المائية، حيث أصبح المغرب يتوفر على رصيد يتكون من 149 سدا كبيرا بسعة إجمالية تقدر ب 19 مليار متر مكعب ، و 136 سدا صغيرا لدعم ومواكبة التنمية المحلية، كما تتواصل أشغال تعبئة المياه من خلال 16 سدا كبيرا في طور الإنجاز بسعة إجمالية تفوق 4 مليار متر مكعب ، بالإضافة إلى العديد من السدود الصغرى في طور الإنجاز .

وأبرز أن السنة الماضية تميزت على مستوى الحوض المائي لدرعة وادنون، بإنجاز عدد من المشاريع الهادفة إلى تعزيز المنظومة المائية، أهمها إنجاز سد “أكدز” بسعة تخزينية تصل إلى 247 مليون متر مكعب مما سيمكن من تأمين تزويد إقليم زاكورة بالماء الشروب، وكذا تقوية أنظمة سقي الواحات، ومواصلة أشغال إنجاز سد “فاصك” بسعة تخزينية تصل إلى 79 مليون متر مكعب مما سيمكن من تقوية تزويد مدينة كلميم بالماء الشروب (75 بالمائة نسبة تقدم الأشغال بالسد) .

وشدد على أن السنة الهيدرولوجية 2020-2021 اتسمت بعجز في التساقطات المطرية، مقارنة بالمعدل السنوي، موضحا أن هذا العجز بلغ 26 في المائة بحوض درعة وادنون ، وتميزت الفترة الممتدة من فاتح شتنبر 2021 إلى 14 يوليوز الجاري، بعجز قدر ب48 في المائة في التساقطات المطرية، نجم عنه أيضا عجز في الواردات المائية بسدود الحوض.

ومن أجل مواكبة هذه الوضعية، أكد السيد فارس أن الحكومة انكبت على تنزيل برامج مهيكلة على مستوى الحوض المائي لدرعة واد نون، تتمثل في برمجة إنجاز العديد من المشاريع.

ويتعلق الأمر، على الخصوص، بإنجاز سد “مسالت” بإقليم طاطا مما سيمكن من الحماية من الفيضانات وتوريد الماشية وكذا السقي، ومواصلة إنجاز محطة لتحلية مياه البحر بإقليم سيدي إفني من أجل تأمين تزويد الإقليم بالماء الصالح للشرب، وتوسيع محطة تحلية مياه البحر بإقليم طانطان، وتوسيع محطة تحلية المياه الأجاجة بمنطقة خنك الحمام بغية تقوية منظومة التزود بالماء الصالح للشرب بطانطان والوطية (إقليم طانطان)، وكذا مواصلة تجهيز الأثقاب وإنجاز أشغال الأثقاب الاستكشافية من أجل تحسين معرفة الطبقات الجوفية وخصائصها وتعبئة موارد مائية بهدف تلبية النقص الظرفي لمياه الشرب خاصة بالمناطق القروية، فضلا عن إنجاز 24 سدا صغيرا ، بينها سدين اثنين ستتم صيانتهما بمنطقة نفوذ الوكالة ضمن السدود المبرمجة للفترة 2022-2024.

كما أن هذه الوضعية ، يضيف السيد فارس، تستدعي، بالإضافة إلى إنجاز البنيات التحتية والتجهيزات السالفة الذكر، التتبع واليقظة واتخاذ الإجراءات اللازمة للاقتصاد في الماء ومحاربة التبذير لضمان تلبية الحاجيات من مياه الشرب والسقي حسب الأولويات.

وشدد على أن الوزارة تعمل، حرصا على حماية أرواح المواطنين، على جرد الآبار والأثقاب بالأحواض المائية، بتنسيق مع السلطات المحلية، بغية ردم ما هو غير مستعمل منها، وإلزام مستغلي المستعملة منها بضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة ، مشيرا بهذا الخصوص، إلى أنه تم جرد إلى الآن، 15 ألف و327 بئرا وثقبا مائيا على مستوى حوض درعة واد نون ، منها 1306 مرخصة ، فيما تم إغلاق 27 بئر وثقب تشكل خطرا على الساكنة.

من جهته، أكد السيد الفغلومي، أن هذا الاجتماع ينعقد في ظل وضعية تتسم بقلة التساقطات المطرية وتوالي سنوات الجفاف ، داعيا الى ضرورة تضافر جهود الجميع من أجل تقديم اقتراحات وطرح استراتيجيات مستقبلية ناجعة وهادفة من أجل تجاوز الخصاص في المياه وضمان الحاجيات في ما يتعلق بهذه المادة الحيوية.

كما دعا إلى ضرورة دعم وكالة الحوض المائي لدرعة وادنون حتى تقوم بدورها من أجل ضمان الأمن المائي .

وقدم السيد عبدالعاطي قايمي، مدير وكالة الحوض المائي لدرعة وادنون ، عرضا حول الحالة الهيدرولوجية للحوض ، وحالة تقدم إنجاز برنامج الوكالة لسنة 2021.

كما استعرض السيد قايمي حصيلة منجزات الوكالة بسنة 2020 ، وبرنامج العمل ومشروع ميزانيتها برسم 2022 .

وأكدت باقي التدخلات على ضرورة إيلاء الأهمية القصوى لقطاع الماء بمنطقة نفوذ الوكالة لاسيما جهة كلميم وادنون التي تواجد في مجال شبه صحراوي يتميز بمناخ جاف وقلة التساقطات المطرية، داعين إلى توفير الموارد البشرية والمالية واللوجستية للوكالة .

كما شددوا على ضرورة تحسيس المواطنين بأهمية ترشيد استعمال الماء ، والعمل على ابتكار حلول ناجعة في ظل التغيرات المناخية ، فضلا عن حماية والحفاظ على الموارد المائية المتوفرة واستعمال المياه العادمة.

وتم، بالمناسبة، المصادقة على محضر الاجتماع الأخير برسم دورة 2020.

كما تم عرض تقرير افتحاص حسابات الوكالة برسم السنة المالية 2020.

وفي ختام الاجتماع، تمت المصادقة على مجموعة من الاتفاقيات، ويتعلق الأمر باتفاقية شراكة خاصة بإنجاز مشاريع استكشاف وتحسين معرفة المياه الجوفية بمنطقة نفوذ الوكالة في إطار البرنامج الوطني للتزود بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027 ، واتفاقية لإنجاز أشغال الحماية من الفيضانات بجماعة الوكوم بإقليم طاطا في إطار صندوق مكافحة آثار الكوارث الطبيعية، وكذا اتفاقية خاصة بإنجاز معاصير والدراسة الهيدروجيولوجية للفرشة المائية لواحة سكورة بإقليم ورزازات.

كما تمت المصادقة على اتفاقية لإنجاز أشغال الحماية من الفيضانات بدوار أيت يول بجماعة أيت سدرات السهل الشرقية إقليم تنغير، فضلا عن ملحق تعديلي لاتفاقية امتياز لفائدة شركة (MASEN) يتعلق باستعمال مياه سد المنصور الذهبي لتزويد مركب إنتاج الطاقة الشمسية بورزازات، واتفاقية شراكة لإنجاز مشاريع مستعجلة ومهيكلة بقطاع الماء على مستوى جهة درعة تافيلالت .

ads1
التخطي إلى شريط الأدوات