Home » أراء الكتاب » ما ذنب الطريق السريع في تعطيل التنمية بجهة كلميم واد نون

ما ذنب الطريق السريع في تعطيل التنمية بجهة كلميم واد نون

هل أتاكم حديث الجهة الفريدة بالمغرب إنها جهة كلميم واد نون، حيث أصبح فيها الطريق السريع شماعة يعلق عليها المسؤولون فشلهم في تدبير الشان العام الجهوي والمحلي ( الترابيين والمنتخبين والاداريين ) ،
والاغرب من ذلك أن الأغلبية العظمى صدقت ذلك وصفقت له من خلال الترويج له إعلاميا عبر صفحات التواصل الاجتماعي…
الطريق السريع بريء من كل هذه التهم ولن يكون سبب تعاستكم، ابحثوا عن من تعلقون عليه فشلكم الذي سبب في الركود الاقتصادي سواء بالمداشر والقرى وحتى عبر المدن التابعة للجهة ولم يكن وليد يوم فتح الطريق السريع بل كان عبر مراحل معينة من السياسات الفاشلة قد يكون حاضرها اسوأ من ماضيها.
ففي كل بقاع العالم تشييد طريق جديد يكون رافعة أساسية للتنمية والازدهار وخلق رواج اقتصادي وليس العكس، أما جهة كلميم فقد أصابها الشلل الاقتصادي مند سنة 2015 حتى قبل بداية الحديث عن الطريق السريع، وازدادت تداعياته ما بعد  كوفيد إلى أن بلغ السيل الزبى.
جهة كلميم وبالأخص عاصمة الجهة كلميم كان اقتصادها مبني فقط على التجارة والعمال المهاجرين بالخارج والعمال الموسميين الذين يشتغلون في قطاع البناء، وقطاعات أخرى مؤقتة، وكانت المدينة قبل ذلك فتحت فيها أوارش البناء لكون العقار منخفظ الثمن، واستقطبت المدينة يد عاملة مهمة تقوم بتدوير عجلة الاقتصاد لاغير.
بعد وقوف حركة البناء لأسباب عديدة منها أزمة كوفيد وغلاء أسعار العقار والتداعيات الاقليمية و العالمية، توقف كل شيء وما زاد الطين بلة أن المدينة استقطبت عددا من الحرف غير مهيكلة واصبحت تنافس القطاع المهيكل بالمدينة التجارة التي تعاني بسبب ضعف المردودية والتنافس غير المشروع.
قد كنا نمن النفس على أن الورش الملكي لتنمية الأقالم الجنوبية سيكون مفتاحا لحل مشكلة البطالة بالجهة، وفتح آفاق اقصادية واعدة أمام سكانها، لكن تبين واتضح بالملموس أن الجهة بحاجة الى غضبة ملكية على المسؤولين مركزيا وجهويا وهي الامل الوحيد الذي يستطيع النهوض بجهة وادنون اقتصاديا وثقافيا ورياضيا واجتماعيا وصحيا ، وتعود السكة الى مسارها الصحيح ماعدا ذلك فكل الخرجات تصنف في إطار كل واحد ” كينشل على كبالتو “.
كنا نأمل أن سد فاصك قد يستقطب مستثمرين في المجال الفلاحي لامتصاص البطالة لكن البوادر لا تبشر بالخير لكون ما يروج اعلاميا حول اراضي تفليت بفاصك لا يشجع المستثمرين ولا على الاستثمار والمشكل يكمن مرة اخرى في العقار ومافياه.
راهنت ساكنة عاصمة الجهة كذلك على قطب جامعي متكامل لما له من أهمية اقتصادية على المدينة دون اغفال الأهم وهو ولوج أبناء الجهة إلى الجامعة للتحصيل العلمي بأقل التكاليف التي أرهقت الاسر، الا انها تفاجأت بمباراة في المصارعة ما زالت مفتوحة بين أصحاب المصالح مند سنة 2012 من يفوز فيها الله اعلم ووصل صداها المركز كل يبحث عن غنيمة ” العقار ” دون مراعات ظروف ساكنة الجهة ‘
المستشفى الجامعي  هو الاخر من بين الأوراش التي قد تساهم في تشجيع الاستثمار ما زال لم يبرح مكانه، بسبب ماذا؟؟؟ بسبب لوبيات العقار من بني جلدة الجهة وقد يكون لذلك ارتباط بما هو قادم من المركز وقد تجد من بين هؤلاء من يقول لك انني اترافع عن الجهة .
خلاصة القول : كفو رحمكم الله عن استحمار عقول الناس فالترافع عن التنمية لا يحتاج الى الاشهار المدفوع الاجر مثل المنتوجات الاستهلاكية بقدر ما يحتاج الى ترافع هادى مقرون بالفعل في الميدان.

اعلانات
التخطي إلى شريط الأدوات