الحسين هداري
قال الكاتب العام لمؤسسة البصر الخيرية العالمية في تصريح أخير له أن الغاية الأساس من هذه القافلة الطبية يقصد ” قافلة البصر والنور” التي زارت مؤخرا كلميم ،هي المساهمة في محاربة الأمراض المسببة للعمى؛ وذلك عبر تقديم نصائح تحسيسية وتوعوية في هذا المجال، وتخفيف الضغط عن المستشفيات المحلية، وكذا تبادل التجارب بين الطقم الصحي المحلي وطاقم القافلة الطبية. وأشار إلى أن تنظيم هذه القافلة يندرج ضمن برنامج أعدته المؤسسة يضم ست محطات انطلقت مؤخرا من مدينة الدار البيضاء (عمالة النواصر) مرورا ببني ملال وإنزكان وكلميم لتحط رحالها بإقليم الحوز، ثم العودة إلى الدار البيضاء بعمالة سيدي عثمان، مبرزا أن هذه القافلة تستهدف 30 ألف شخص وإجراء 3000 عملية جراحية للعيون وتوزيع 7500 نظارة.
هكذا ببساطة تحدث أصحاب الشأن الذين يشتغلون و يقدمون خدمات إنسانية دون أي حسابات سياسية ولا شيء غير العمل الإنساني. لكن السيد محمد أوبركا نائب رئيس جهة كلميم واد نون كان له حساب آخر عندما حلت هذه القافلة بكلميم ليعطي انطباعا للساكنة مفاده أن له و لمكتب الجهة دور في هذا النشاط الخيري، وليعزز “استغلاله البشع” لهذا العمل الخيري الإنساني ينشر طوال أيام القافلة الطبية ويطلع بصور له على حسابه الفيسبوكي مع أطقم القافلة وكأن السيد النائب تخلى عن صفته الانتخابية لابسا توب الإعلامي يصوب عدسة هاتفه الذكي بشكل عشوائي كما يفعل رئيسه توازيا مع الأيام داتها وهو ينقل لنا صور من “جزر اسبانية” وكأننا في جهة كلميم واد نون لا تنتظر من رئيس الجهة ولا من نائبه سوى أن يتحفونا بصور أنشطتهم الفارغة من أي نشاط تنموي.
لنعد إلى النشاط السابق الذي سخر فيه نائب رئيس الجهة منشطا يتكلم في مكبر الصوت لتنظيم المستفيدين من العمليات الطبية ليهتف بأعلى صوته وقال: لنرحب بنائب رئيس الجهة لتتوالى التصفيقات من المواطنين الذين تعاملوا بعفوية و تلقائية مع المنشط، دون أن يستوعبوا الرسائل الخاطئة من هكذا التصرفات التي تخرج العمل الإنساني من هدفه النبيل. هذه الطريقة الشنعاء التي استنكرها بعض الفاعلين الذين حضروا الأيام الصحية و تساءلوا عن الأسباب التي جعلت نائب رئيس الجهة يتدخل في عمل الهيئة و يتدخل في تنظيم المستفيدين و إعطاءهم توجيهات خاصة لا يعرف مضمونها و مغزاها، وكانوا هم من تدخلوا بشكل تطوعي لتوجيه الناس وتوعيتهم، ليس هذا تسفيها لعمل نبيل نظمته هيئة عالمية معروفة بنشاطها الدائم على المستوى العالمي لكن لِمَا جميع الجهات التي حطت فيها القافلة رحالها بدأت عملها مباشرة في المستشفيات الإقليمية والمحلية وتكفل الممرضون و رجال السلطة وهذا واجبهم من توفير الجو الملائم لتمر العملية بسلام؟، دون أن يجرأ عضو منتخب في التدخل في عملها. إلا في جهتنا كلميم واد نون …إن في القضية أكثر من إن.
ولو كان هذا الأمر وحيدا بمعزل عن أمور أخرى لالتمسنا العدر للسيد النائب، لكن نرجع إلى صفحته الفيسبوكية التي حاول أن يكذب بها على الساكنة حينما أخبرها بأن دورة استثنائية ستنعقد يوم 27 للتوقيع على اتفاقية لبناء مستشفى جهوي وربما في الوقت بالذات وصلته أخبار كما وصلتنا عن إمكانية رفض التأشير على ميزانية الجهة لسنة 2017 ليوهم الساكنة أنه حتى و إن انعقدت الدورة و فيها تعديل لمشروع الميزانية سيكون من باب الإستئناس لان الاهم هو نقطة المستشفى الجهوي، وهنا يجب أن نذكر النائب المحترم أن عدم التأشير على الميزانية تتوقف معه جميع المشاريع فلا مكان هنا للكذب على الساكنة ولتقل صراحة أن الجهة الوحيدة التي رفضت الداخلية ميزانيتها هي جهة كلميم واد نون لا لشيء إلا لمثل هذه التصرفات التي صارت عرفا لدى من يسيرون الجهة الا وهي الاهتمام بالصور الفيسبوكية وتركهم جانبا الأمور الجوهرية التي تدخل في صلب اختصاصاتهم والتي بدون الأخذ بها يصبح كل شيء تحت طائلة البطلان.
والحال أنه أصبح من المؤكد أن الميزانية رفضت، لما لا يتطوع نائب رئيس الجهة أو رئيس الجهة نفسه ويخبر الساكنة كعادته عن هذا الخبر الكارتي وينور الساكنة والإعلام المحلي بأسباب عدم التأشير، هذا الإعلام المحلي الذي يجب من باب اللباقة والأخلاق أن يعتذر له السيد أوبركا محمد، خصوصا المنابر الآعلامية التي حملت تدوينة النائب المحترم من انعقاد دورة استتنائية للجهة يوم 27 دجنبر محمل الجد ونشرتها عبر منابرها الإلكترونية.. أي بهتان وأي كذب هذا الذي يمارس على الساكنة في واضحة النهار ؟…نائب رئيس جهة يعرف أن هناك مؤشرات لرفض ميزانيته ويحاول أن يغطي على ذلك بتسريب وقت لدورة استثنائية يعلم قبل غيره أنها لن تنعقد إلا في مخيلته؟ رغم أنه قال والعبارة له ” من المقرر المصادقة على الاتفاقية الخاصة ببناء هذا المستشفى يوم 27/12/2016 في دورة استثنائية لمجلس الجهة بكلميم”.. ضع ألف سطر على كلمة “من المقرر” و أسأل نفسك من قرر؟ ومع من قررت؟ و أجب الساكنة ومتتبعي صفحتك الفيسبوكية.
ولكون لسان الحال أبلغ من لسان المقال فإن الدورة الاستثنائية التي بشر بها السيد النائب الأول محمد أوبركا، لست أنت من قرر عقدها لكن وزارة الداخلية هي من قررت ذلك لرفضها النأشير على ميزانيتكم و ماعليكم إلا اختيار التوقيت المناسب لإعادة قراءتها وتعديلها و أنا بلسان الصادق والمحب وليس بلسان الشامت أدعوكم لإعادة قراءة مداخلة زعيم المعارضة أثناء تدخله لمناقشة الميزانية والأخد بعين الاعتبار ملاحظاته لأن الرأي العام والمتتبعين اطلعوا على هذه الملاحظات بعد نشرها ولم تعد وثيقة داخلية خاصة بمؤسستكم.
أما نحن فسنضرب موعدا لقرائنا في مقالة أخرى لهذه المداخلة لنكتشف مع الرأي العام مدى زيف ادعاءات الرئيس بكونه رئيسا للكل ولما استعلى على هذه الملاحظات فقط لأنها جاءت من زعيم المعارضة؟؟؟.
فإلى ذلكم الحين هاكم تحياتي ومتمنياتي لكم بالهناء.