Home » أراء الكتاب » لا تدرفوا دموعا عن سلاح يوجه إليكم أنتم من اخترعه و ساعد في استفحاله

لا تدرفوا دموعا عن سلاح يوجه إليكم أنتم من اخترعه و ساعد في استفحاله

لا تلتفتوا إلى هؤلاء الذين بين عشية و ضحاها أصبحوا من المدافعين عن القيم والأخلاق و يدعون إلى عدم التنمر و تمييع المشهد السياسي والإعلامي كما يحلو لهم تسميته، بعدما فقدوا البوصلة و لم يستطيعوا التحكم والتوجيه في واقع هم من انشأه و ساهموا في استفحاله، لكنهم بعد استهداف أخنوش ووهبي بالسلاح الذي كانوا يواجهون به بنكيران والعثماني صار الأمر محرما و يهدد الاستقرار و يعتبر انتهاكا لحرية مسؤولين فقط لانهم مسؤولون فوق الطبيعة وغيرهم و إن كان مسؤولا فلا يساوي شيئا.

ما تعرض له رئيسي الحكومتين السابقتين  بنكيران و العثماني  و أعضاءهما كالشوباني وصورته وهو يأكل الاكلة الشعبية و الوزير عمارة و جلسته في القطار و الأستاذة ماء العينين وزيارتها لباريس رغم أنها لم تكن وزيرة،   ما تعرض له هؤلاء كلهم من تنمر و انتهاك للحرمات و للحياة الخاصة والأخبار التي تصل إلى حد القرف  لم يتعرض لجزء بسيط من كل ذلك هؤلاء الوزراء.

و إن كان أي ذو عقل وفطرة ، لا يمكن ان يقبل هذا الأسلوب في الانتقاد وتناول الشأن العام بهذا الأسلوب الفج، و هو ما كنا ننتقده أنداك  في عهد حكومة بنكيران ليس حبا فيه ولا في حزبه و لكن لأننا نعتقد أن فتح الباب الواسع أمام هذا الأسلوب من التمييع والاستهتار و النزول بأخلاق المغاربة إلى الحضيض، يضر بالمجتمع بالدرجة الأولى و بتماسك بنيته الأخلاقية والتربوية  لكنهم بدعوى الانفتاح و معاداة الرجعية كانوا يشجعونه ولا يضيعون فرصة للاستهتار بالوزراء وكرسوا حقيقة مؤلمة أن الحرية هي السباب و الطعن في الشرف والأشخاص. و فتحا لقوس صغير علاقة بما لحق وزبر العدل وهو في صلاة التراويح تذكروا عندما صلى بنكيران جالسا على كرسي كم هو الكم الهائل من الاستهزاء و الاستهتار و التجريح والتشهير الذي صاحب هذه الصورة… ذكرتها لضرب المثل فقط و إلا فالعاقل اللبيب يجب أن يرفض هذا النمط من التفاعل كيفما كان نوعه و كيفما كان الشخص الموجه له مواطنا عاديا أو مسؤولا.

هذه الدموع وهي دموع التماسيح طبعا والتي تردف هذه الأيام على هذا النمط من التفاعل غير المحمود لا تعتقدوا أنها اقتناع وتوبة أصحابها للنهوض بالقيم المجتمعية التي كرسها رجال وطنيون صادقون كبوسته واليوسفي وغيرهم رحمعهم الله جميعا،  لكنها فقط تدرف لأنهم أحسوا بالضربة جيدا و أحسوا باستهداف من يمدهم بالطاقة التي تحركهم كل يوم و خافوا أن تنطفأ هذه الطاقة لتخرج اليد من الجيب يوما لا قدر الله خاوية الوفاض….

مدير النشر

اعلانات
التخطي إلى شريط الأدوات