عرفت مدينة أسا، مساء أمس الثلاثاء (إقليم أسا الزاك)، أشغال ندوة فكرية حول موضوع “التنمية الثقافية الإفريقية : الجسور و التحديات في الثقافات العابرة للحدود”، تنظمها على مدى ثلاثة أيام، رابطة كاتبات المغرب و إفريقيا.
و تهدف هذه الندوة، بحسب الرابطة، إلى فتح نقاش بناء حول أهم الأزمات ذات البعد الثقافي و الإجتماعي، و طرح أرضية إشتغال صلبة من خلال مقترحات بديلة منطلقها إرادة حقيقية لمنظميها من مؤسسات و مجتمع مدني لا تتوقف عند تلمس الأزمات الإقتصادية الهيكلية و محاولة معالجتها كمدخل لتحقيق التنمية، و إنما أيضا كمدخل أساس ضمن المداخل الفكرية و الثقافية التي لابد من إستحضارها في سبيل تحقيق التنمية المتكاملة المنشودة.
و يراهن المنظمون أيضا على المعطى الثقافي و التراثي في علاقته بالمجال و ذاكرته و غنى الأفراد و تحسين إمكاناتهم كأساس لأي عمل تضامني تنموي يعتمد المردودية و الإنتاجية في أفق بناء مدن آمنة و مستقرة و عادلة و حالمة بالتغيير و ذلك لما للفعل الثقافي من تأثير إيجابي على الأذهان و تصحيح أفكار الأجيال، و مؤسسا للجمال و الحياة في الثقافات العابرة للحدود.
و تعرف هذه الندوة مشاركة باحثين و جامعيين و خبراء من بلدان عربية و إفريقية يمثلون، بالإضافة إلى المغرب، بلدان مصر، تونس، لبنان، ليبيا، السينغال، مالي، غينيا بيساو، غينيا كوناكري، البنين، تشاد، الكونغو الديمقراطية، مدغشقر، و بوركينفاصو.
و أكدت رئيسة رابطة كاتبات المغرب و إفريقيا، بديعة الراضي، في تصريح للصحاففة أن هذه الندوة التي يحتضنها إقليم أسا الزاك (جهة كلميم وادنون) هي أول محطة في إطار تفعيل البرنامج الثقافي السنوي لرابطة كاتبات المغرب و إفريقيا، و التي ستحط الرحال أيضا بجهات الداخلة وادي الذهب، و جهة العيون الساقية الحمراء، و جهة سوس ماسة، و جهة فاس مكناس، و جهة درعة تافيلالت.
و أبرزت أن الندوة ستشكل منطلقا لمساءلة الثقافة الإفريقية من الناحية الإقتصادية و الأمن الروحي و غيرها من المجالات التي يمكن للثقافة الإفريقية أن تكون سؤلا جوهريا للبحث في التراث المشترك و اللغة و الذاكرة المشتركتين لكي نؤسس هاته الجسور و نتكلم لغة واحدة دفاعا عن الثقافة الإفريقية.
و جرى حفل إفتتاح أشغال هذا اللقاء الثقافي بحضور، على الخصوص، عامل إقليم أسا الزاك، يوسف خير، و رئيس المجلس الإقليمي لأسا الزاك، رشيد التامك، و منتخبين، بالإضافة إلى الوفود الأجنبية المشاركة.
و في كلمة بالمناسبة، أبرزت المتحدثة نفسها، أن هذه الندوة تأتي في إطار تفعيل البرنامج السنوي لرابطة كاتبات المغرب و إفريقيا الذي يستهدف الجهات ال 12 للمملكة، مضيفة أن الندوة تحط، اليوم، الرحال بإقليم أسا الزاك الغني بإرثه الحضاري و الفكري العريق المتميز بالتراث الحساني و الصحراوي الذي يشكل عاملا في ملتقى الثقافات، رافعين شعار التشارك و التعاون و التضامن و إطلاق مسلسل الثقافة العابرة للحدود.
و أبرزت أن الرابطة تجعل من الثقافة محركا قويا للتغيير نحو تنمية المجال كي نكون صفا واحد إلى جانب الدول المتقدمة، مضيفة أن المغرب يضع اليوم كافة إمكانياته و تجاربه في الإقتصاد و المجتمع و المعرفة و العلم و الثقافة و الأمن الروحي و آليات صناعة السلام و الإستثمار في الإنسان، في سفينة إفريقيا وفق رؤية تشاركية و إنسانية لوضع اليد في اليد من أجل إفريقيا الغد.
من جهتها، قالت إيزانة بوغراس، رئيسة فرع كلميم وادنون لرابطة كاتبات المغرب و إفريقيا، أن المغرب، و تماشيا مع الإختيار الإستراتيجي للمملكة في بناء دولة الإنفتاح و المؤسسات وفق إرادة سياسية تؤمن بالمشترك الثقافي الممتد في بلداننا الإفريقية كرافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، قد بلغ بخطى ثابتة توطيد الحوار الإيجابي مع مختلف الهيآت القارية المعنية بحقوق الإنسان الثقافية و رصد مختلف تدابيره المتخذة من أجل إفريقيا لتسليط الضوء على الدينامية الثقافية الغنية و المتنوعة التي تصنع قوة إفريقيا و جعل أفرادها أكثر إنتاجية.
و تميز هذا اللقاء بتكريم كل من عامل إقليم أسا الزاك، و رئيس المجلس الإقليمي لأسا الزاك، و رئيس المجلس الجماعي لأسا، و أيضا رئيسة فرع جهة كلميم وادنون لرابطة كاتبات المغرب و إفريقيا.