الحاج مصطفى بايتاس…تكريس سياسة المأدبات

جمع مصطفى بايتاس العائد من الديار المقدسة بعد أداء فريضة الحاج (من مال الدولة طبعا) بعض الأطياف والتلاوين السياسية من مدينة سيدي إفني و أقاليم الجهة، ومنهم من تصارعوا في الأمس في مجالس منتخبة بأقاليم الجهة وبمجلس الجهة بشكل خاص، على طريق سيمر هنا أو قنطرة ستبنى هناك بدعوى الأغلبية والمعارضة حينما يتعلق الأمر بالشأن العام وبرامج المجالس، لتنمحي هذه المعادلة حين يتعلق الأمر  بزيارة لها طابع خاص رغم أن السياسة و ألاعيبها تحيط بها من كل جانب.
منتخبون و سياسيون نسوا اختلافاتهم و حتى دسائسهم من أجل صورة تثبت حضورهم في مأذبة أقامها الزغيم القادم لأيت باعمران – هكذا ربما يفكرون- رغم أن الكثير منهم يجر وراءه فشلا دريعا داخل مجلس منتخب ينتمي إليه أو تصويت “خاطئ” ضد طريق أو بناء مدرسة في جماعة أو إقليم من بين أقاليم الجهة التي ينتمي إليها وترشح في أحد دوائرها.
معادلة متتاقضة وعصية على الاستيعاب في جهة كلميم واد نون وأقاليمها  خصوصا في الولاية الحالية، عندما ترى سياسيا و منتخبا مر مايقارب السنتين من انتخابه ولم ينطق بكلمة طوال هذه المدة في دورات المجلس الذي ينتمي إليه وحين يرفع يديه الإثنتين يرفعهما لأن مصلحته الخاصة تفرض ذلك، لكنك تراه يهرول بل ويفتح فمه قهقهة مرفوقا بصور يوثق فيها زيارته للزعيم المنتظر!!!  وكأن تاريخه السياسي  لا يوثق و لا يدون إلا في المأذبات والولائم و زيارة “الكبار” وخارج اللقاءات المنظمة بالدستور والقانون.
ليس هنا مكان للحديث عن الوليمة وتفاصيلها لأنها لا تدخل ولن تدخل في اهتمامات صاحب المقال لكن هذه الطريقة المعروفة التي تمارس بها السياسة  والاستقطاب السياسي في هذه الجهة سببت الكثير من الويلات والكثير من النعرات والكثير من العداوات كانت نتيجتها مؤلمة ومأساوية حتى، أوقفت الكثير من المشاريع والبرامج سنوات و أخرت التنمية بسبب الخلافات و الضغائن التي تذكيها مثل هذه الولائم الكبيرة و أحيان تكون هذه الأخيرة مناسبة لتخطيط سيء أو نيل في مجهود حزب أو  فلان أو علان، وقد تستمر لسنوات عوض الاشتغال بالمشترك و ملء فراغ خطاب الضغينة بخطاب الواقعية والعمل.
قد يقول قائل مادخل كل ذلك والأمر يتعلق بأمر خاص و مأدبة خاصة أقامها مواطن عائد من الحج كعادة أبناء المنطقة والمغرب عموما ؟ وهو سؤال أخلاقي وعاطفي أكثر منه واقعي وإلا فكيف نفهم الإنزال الكبير لمنخرطي لون سياسي واحد مقارنة مع غيرهم وكيف نغهم منتخبين لا تفصلهم عن مكان المأذبة إلا دقائق وفضلوا عدم الحضور في وقت توافد إليه آخرون من مناطق بعيدة من أقاليم الجهة ومنهم من لم يعرف الشخص عن قرب لكن رائحة السياسة نادته فاستجاب.
قد يكون الحاج مصطفى بايتاس في سريرته بعيد كل البعد عما جاء في هذا المقال لكنه ربما يملك من الرسائل الكثير و أرسل فقط بعضا منها في هذا “الحدث” و يبقى الحاضرون المهرولون من السياسيين والمنتخبين وليس من عموم الساكنة طبعا يبقوا بعيدا عن حمل هم الساكنة مالم يميزوا بين العمل داخل المؤسسات و بين اللقاءات الخاصة مع مسيري هذه المؤسسات.
فإلى أن يجد كل منتخب حل لهذهه المعادلة حج مبرور و إطعام مقبول للحاج مصطفى بايتاس.
* مدير النشر

التخطي إلى شريط الأدوات