Home » ثقافة وفنون » باحثون صحراويون يحققون مؤلفات لتحصين “الأمن الروحي” للمغاربة

باحثون صحراويون يحققون مؤلفات لتحصين “الأمن الروحي” للمغاربة

ينكبُّ باحثون في المركز الثقافي الكنتي، الذي يوجد مقره بمدينة العيون، على تحقيقِ مؤلفات نادرة، يعود تاريخها إلى أزيد من قرنيْن ونصف القرن، ألّفها فقهاء يتحدرون من الصحراء وغرب إفريقيا، من الناطقين باللسان الحسَّاني، وتم تجميعها من عند عائلات صحراوية عريقة.

فكرة المركز، كما يوضح عبد الله كنتي، رئيس المركز الثقافي الكنتي بالعيون، انطلقت من رغبةٍ في صيانة المخطوطات التي تحتفظ بها العائلات الصحراوية، حيث انطلق باحثو المركز في جمْع المخطوطات في مختلف أرجاء الصحراء، من واد نون إلى الصحراء الكبرى.

ويتمثل الهدف الأساسي للمركز الثقافي الكنتي، الذي كان في الأصل عبارة عن جمعية، قبل أن يتحوّل إلى مركز ثقافي سنة 2013، في الحفاظ على الثقافة العالمة للصحراء، وخاصة ما يسمى بمجتمع البيضان، حسب حبيب الله الكنتاوي، الكاتب العام للمركز.

ويشير الكنتاوي إلى أنّ الثقافة العالمة للصحراء، وغرب إفريقيا عموما، ظلت مهمّشة، في غياب مراكز علمية أو جامعات تجمع وتحفظ المؤلفات التي ألفها علماء المنطقة، إضافة إلى أنّ الصحراء لم تكن بها زوايا، تُحفظ فيها هذه المخطوطات، نظرا لطبيعة عيش السكان القائمة على الترحال.

ولا يروم باحثون المركز الثقافي الكنتي فقط الحفاظ على الثقافة العالمة للصحراء، من خلال تحقيق وإعادة نشر المؤلفات النادرة التي جرى تجميعها، بل يطمحون إلى أن يكون مضمون هذه المؤلفات دعامة أساسية لتحصين الأمْن الروحي لأهالي الصحراء، والمغرب عموما.

في هذا الإطار، يقول حبيب الله الكنتاوي إن “الكتب التي جمعناها أغلبُها كتب فقهية، تتحدث عن التصوُّف وتتضمّن أسئلة وأجوبة، تتعلق بثقافة المنطقة، وتراعي ظروف الزمان والمكان، وهذه الكتب لو كُتِب لها أن تُنشر في لما وُجدت الكتب الوافدة أو المستوردة من الشرق مكانا لها بيننا”.

وأضاف الكاتب العام للمركز الثقافي الكنتي بالعيون “أنَّ المؤلفات النادرة، التي يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل 250 عاما، تتضمن فتاوى تناقش أمورا تُطرح اليوم في مجامع الفتوى، وتقدم أجوبة حول جُملة من الأسئلة التي يستشكلها الناس في الوقت الراهن”.

وأوضح المتحدث أن “هذه الكتب ستجد مكانها، وسيكون لها صدىً ووقْع، لأنَّ الفتاوى التي تتضمنها صدرت عن علماء كانوا يراعون ظروف الناس الزمانية والمكانية، وينطلقون من ثقافتهم، وسترُدُّ على كثير من الفتاوى الوافدة التي لا تراعي الظروف الزمانية والمكانية للناس، وسيُقبل الناس على هذه الكتب؛ لأنهم يعلمون أنّ مؤلفيها ستكون لهم فتاوى تناسبهم وتراعي ظروفهم”.

عن هسبريس

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

اعلانات
التخطي إلى شريط الأدوات