بقلم :حسن بداني
معالي وسادة الرئيس عفوا سعادة الرئيس، يسعدني ويشرفني اصالة عن نفسي ونيابة عن باقي السادة المنتظرين في قاعة الانتظار بمحطة قطار التنمية ان اعبر لوسادتكم المحترمة عن بالغ آسفنا وتدمرنا لتعطل انطلاق قطار التنمية والذي ظل متوقفا لازيد من سنة واربعة اشهر دون ان تتقدم ادارتكم ببلاغ او بيان او حتى اعتذار لعجزكم عن اصلاح العطب الذي لحق القطار جراء تصرفاتكم وتصريحاتكم و الاصح عدم اهتمامكم بهذا الشق التنموي. نعم ايتها الوسادة المحترمة ان الزمن يمر بسرعة ونحن مازلنا في قاعة الانتظار شبابنا ظهر الشيب في رأسه و اطفالنا قد بلغوا سن الرشد ووجدوا في جدران قاعة الانتظار ملجأ لافراغ مكابثهم.
وسادتي المحترمة لقد بلغ السيل الزبى واصبحت النساء يبيتن في العراء وتحت درجة الحرارة قاربت الصفر واصبحت الطرق الرابطة بين الاقاليم الاربع مليئة بالحفر وتقتل شبابنا صباح مساء. منهم من دفن بجانب القاعة ومنهم من نقل الى مستشفيات المدن المجاورة.
وسادتي المحترمة ان قاعتنا امتلأت ضجيجا وصخبا وكثرة الروائح الكريهة المنبعثة من عرق المطبلين لكم ولوسادتكم المبجلة والذين يسبحون لكم كل يوم عسى ان تنعموا عليهم بدريهيمات معدودة. من سيتحدث !! عن الفئة الصامتة ومعاناتها وقد اشتريتم كثيرا من رجالات الصحافة واصحاب المواقع الا نزيه هاجمتموه بشتى الوسائل وبشتى الامكانيات التي تدبيرونها. من سيتكلم!! من الحقوقين وكثير منهم تؤدون فواتير اقامتهم و شرابهم وسهراتهم من اموال قاعتنا المكلومة. من سيترافع!! عن المكلومين وقد اشتريتم بعض اشباه الفاعلين المدنين بدراهم معدودة وبسفريات محدودة وبثمتيليات مشبوهة وكثير منهم يلهث عسى ان تجود عنه بالف او الفي درهم وقد دفع ملفا باسم مشروع وهمي لا وجود له على الواقع والميدان حتى صار رئيسا وامينا وكاتبا وشاعرا وهو لايجيد الا التطفل والتصفيق لكم في الدورات والتناء عليكم في التعليقات.
وسادتي المحترمة لقد هرمنا وهربنا نحو العالم الافتراضي من اجل نسيان الانتظار و المعاناة التي مررنا بها ونحن ننتظر انطلاق قطار التنمية المفترى به. فواجدنا انفسنا في واقع مليء بالكذب والبهتان والنفاق والشقاق صور تملء العالم الافتراضي وتقدم صورا مجانبة للصواب حتى الاعمى كذبها. صور تحاول ان تسوق لنا ان وسادة رئيسنا المحترم عفوا سيادة رئيسنا المحترم يشتغل بجد وتفاني في العمل وتعمل الوسادة على جلب استثمارات مهمة وتنشرها في العالم الافتراضي وتصور اللقاءات في ارقى الفنادق ثارة مع صيني وثارة اخرى مع اسباني واحيانا فرنسي… وحتى انه غرر بنا حينما صدقنا توقيع اتفاقية مع صيني في احدى المقاهي الشيء الذي يعد احتقارا لنا ولقوانينا المنظمة والغريب في الامر ان ميزانية القاعة مازالت في غرفة العمليات بعدما قوبلت بالرفض.
نعم وسادة الرئيس لقد جهزتم قاعتنا بأحدث التجهيزات وبكاميرات جد متطورة وباب يفتح مباشرة بعد الاقتراب منه لكن ليس هذا هو المطلوب منكم بل المطلوب هو ان تستفيق من نومكم العميق وتخلع تلك الوسادة الموضوعة على رأسكم و تصلحوا ذاك القطار المتعثر وان لم تستطيعوا فاتركوا و اعتذروا لان المشكل فيكم لا في القاعة ولا حتى في السكة فقط خبرتم الكلام والتلاعب بالمصطلحات ودغدغة العواطف حتى تعودنا على حشر بعض كلمات الدرجة المصرية في حدينا بعد افلونزا الماجستير المصري.
ادا الفتم الوسادة فعد الى كرسي الجامعة تلقي دروسا منقولة عن الزملاء لسادة الطلبة، واتركوا التدبير فلا انتم له ولا هو لكم.و عد الى التنظير والتأويل اما التطبيق له علماءه وخبراءه.
وحرر في قاعة الانتظار الاحد 8 يناير 2017 الموافق لفجر 09 ربيع الاخر 14388.