من المفيد جدا بل والمطلوب هذا النقاش الدائر حول الصحة بكلميم، بين المتتبعين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي و عموم المواطنين، لكن كل ذلك يبقى ناقصا و يزيد في كثرة المغالطات والإشاعات في غياب رأي القطاع المعني المتجسد في المديرية الجهوية للصحة والحماية لاجتماعية.
قد يكون من غير المنطقي، لوم بعض من ينبرون لنشر بعض المعطيات غير الدقيقة او أحيانا مغلوطة حول المستجدات الأخيرة في قطاع الصحة بجهة كلميم واد نون، والقطاع المكلف بالتنوير و تقديم المعطيات الصحيحة والحقيقية للرأي العام ساكت وتقمص دور المتفرج، رغم انه يملك صفحة رسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحين بين الفين والأخر بكثرة الصور و الفيديوهات القصيرة التي يعتقد أصحابها أنهم يساهمون في التوعية بمشاكل الصحة و بمستجدات القطاع رغم أنها لا تعدو أن تكون كالوصلات الإشهارية التي تقوم بها بعض الشركات التجارية لإقناعك قسرا بجودة منتوجاتها.
حدث تعيين أطباء جدد في القطاع بجهة كلميم واد نون و رغم أنه عمل روتيني تقوم به وزارة الصحة بين الفين والأخر إلا انه في جهتنا الفريدة استحق كل هذا اللغط بين من يقول أنه مجرد انتقال أطباء و مجيئ أخرين وبين من يذهب إلى فتح تخصصات جديدة أخرى بالمستشفى الجهوي، لم تكن في السابق و بين هذا و ذاك تبقى المديرية الجهوية للصحة و مصلحة تواصلها في دار غفلون رغم ان هذا السكوت السلبي مفهوم أحيانا وقد يكون عبر تسريب بعض المعطيات التي تراها المديرية الجهوية للصحة تخدم توجهها و رؤيتها للقطاع،
إن أخطر ما سقط فيه هؤلاء المتتبعين والمحتلون المقدمة في تناول الموضوع هو تغييب رأي المرتفقين و عموم الساكنة. فلمواطن في كل هذا النقاش لا يهمه عدد التعيينات و لا من حل بالمستشفى ولا من ذهب و كيف هي سيرة فلان أو علان بقدر ما يهمه مستوى الخدمات المقدمة في المستشفى الجهوي هل تحسنت ام لا؟ وهل ستتقلص التكاليف المالية لبعض الخدمات أم لا؟ وهل ستتقلص مدة المواعيد التي تعطى للمرضى ام لا؟ وهل يلق المريض العناية الكاملة أم لا؟ و هل مدة الانتظار في قاعة الانتظار تقلصت أم لا؟. كل هذه الأسئلة مغيبة لأن الواقع الصحي يظهر آفات كثيرة عند أول زيارة للمستشفى الجهوي و الحديث مع المرتفقين سواء من حيث مواعيد العمليات وتكلفة الأجهزة والعناية وغيرها فكثيرة هي الأمثلة والتصرفات التي يحكيها المواطون تسيء إلى هذا القطاع ولا أحد من مسؤولي الصحة يريد التصدي لتوضيحها و ربما لايستطيع نفيها.
ربط المواطن التعيينات الجديدة بالمؤسسات الصحية الخاصة التي انشأت والتي ستنشأ بكلميم كأكديتال و غيرها و بين التعيينات الأخيرة في قطاع الصحة من كون هذه المستشفيات والعيادات الخاصة لا تشغل الأطباء إلا عبر عقود مع أطباء في القطاع العام محسوبين على المستشفى وليس لهم موارد بشرية قارية وإن كان ينظر إليه بعض )الفهايمية( على أنه تسفيه لعمل يجب تشجيعه و الثناء على القائمين عليه، لكن يجد مصداقيته في مبدأ الأولويات فإن كانت أولوية الطبيب الملتحق بالجهة هي الاشتغال في القطاع الخاص رغم أنه محسوب على المستشفى، هنا سنكون أمام مفارقة خطيرة و سنفتح القطاع أمام عمل تجاري واسع لا يستطيع المواطن البسيط و الدخل المحدود مسايرته وسيكون في الأخير ضحية وجود تخصصات طبية بالمستشفى الجهوي لا يستطيع الاستفادة منها او يستفيد منها بأثمنة خيالية لا يقدر عليها بطريقة غير مباسرة وملتوية و غير مواطنة حتى.
أمام المدير الجهوي للصحة السيد إبراهيم بونان و مسؤوليها بكلميم أمرين لا ثالث لهما إما أن يهتموا بالجانب التواصلي و ينوروا الرأي العام بكل مستجد في القطاع أو توضيح أي لبس فيه و إما أن لا يلوموا المواطن الذي يفرض عليه أن يصدق كل تسريب إيجابي بالمستشفى من طرف من لا علاقة لهم بالقطاع و لا يصدق شهادات المرضى والمواطنين الذين يزورون المستشفى بسبب حالاتهم أو حالات بعض ذويهم.
مدير النشر