لا تزال عدد من الجمعيات والفعاليات المدنية تخرج في بلاغات للتعبير عن استنكارها للموقف الأخير للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والذي يعلن إنهاء مجانية التعليم في كل من المرحلتين الثانوية والجامعية.
وعبّرت جمعية “لا هوادة للدفاع عن الثوابت” عن استغرابها من بلاغ المجلس المذكور، مشددة على “أن مجانية التعليم مكسب وطني، وحق من الحقوق الأساسية للمواطنات والمواطنين المغاربة لا يمكن وتحت أي غطاء كان التراجع عنه”.
وأكدت الجمعية أن المغاربة كانوا ينتظرون، في ظل التراجعات في مستوى التعليم تأطيرا ومحتوى وأهدافا، من المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي كمؤسسة دستورية، تقديم تصورات تعيد إلى المدرسة العمومية المغربية هيبتها، ودورها الأساسي في تكوين تربوي مبني على الجودة والتأهيل للتحديات المستقبلية، في إطار ترسيخ ثوابت الأمة المنصوص عليها دستوريا.
وأورد بلاغ “لا هوادة” أن المجلس اختار توجها يضرب في الصميم حقا دستوريا أساسيا بإلغاء المجانية من جهة، ويكرس واقع النخبوية، ويهدد حاضر ومستقبل الأمة من خلال حرمان أجيال من حق التمدرس بدون قيود أو شروط.
واعتبر المصدر أنه من مهام الدولة الأساسية توفير تعليم مجاني بجودة عالية، من خلال توفير شروط ذلك، عوض الالتجاء إلى الحلول السهلة وغير المجدية، ومن أهم هذه الشروط بنيات مدرسية حقيقية، وظروف العمل الكريمة للأطر التعليمية التربوية والإدارية، وجعل التقويم التربوي خاضعا لخلاصات عمل الأطر التربوية، عوض إخضاعه لمنطق “الكوطا”.