Home » الملف الشهري » ولنا كلمة…انتحار تلميذة تيمولاي يسائل ضمير الفرد وضمير المجتمع بالمنطقة…

ولنا كلمة…انتحار تلميذة تيمولاي يسائل ضمير الفرد وضمير المجتمع بالمنطقة…

كلميم بريس

هذا السكوت المطبق عقب انتحار فتاة تبمولاي حيث قال الكل انتحرت تلميذة وحضر الدرك الملكي لمعاينة الحادث و دفنت الضحية وتقبلت الأسرة التعازي وانتهى الكلام… ألا يستحق الموضوع  مساءلة للضمير الشخصي والمجتمعي لكل فرد فرد من منطقة تيمولاي ولكل هيئة هيئة ولكل منتخب منتخب خصوصا حين نستحضر الأسباب التي كانت وراء هذا الحادث الأليم..
الكل يتحدث أن التلميذة انقطعت عن الدراسة لأيام دون أن يتكفل أي فاعل جمعوي ولا أي إطار في التعليم الذين غالبيتهم أبناء المنطقة ، ولا هيئة ولا جمعية و لا أولياء التلاميذ من محاولة استفسار اولي أمر الفقيدة عن دواعي انقطاعها رغم أن الكل يلوك الكلام ويعيده عن السبب المباشر لانقطاع الفتاة و لا أحد تطوع لاقناع عائلتها للتراجع عن قرارها و منعها من الدراسة، خصوصا أننا نعرف أنه في مناطقنا هذه الجنوبية  العلاقات الاجتماعية  متجدرة تسمح بوجود  أكثر من  وسيلة للإقناع .
 لا مكان هنا للمقولة التي تقال دائما عند البعض  البيوت أسرار.. نعم البيوت أسرار لكن أينهن هاتين المناضلات و الفاعلات الجمعويات و أينهم أولائك الفاعلين الجمعويبن الذين لا يعرفون المجتمع المدني إلا أثناء تقديم الطلبات للإستفادة من أموال الدولة في برامج تافهة لا تقدم ولا تأخر، أو أثناء توقيع عرائض ضد منتخب أو آخر ..إن كانوا لا يعيرون أي اهتمام بتلاميذ المنطقة و تلميذاته ومستواهم التعليمي والتربوي خصوصا وأننا في مناطق، كل الناس يعرفون بعضهم البعض…تنقطع فتاة عن الدراسة لأيام دون أن يستقصي أستاذها عن السبب الذي جعلها تنقطع خصوصا وأنها حسب التقارير   لا تألو جهدا في المتابرة وتحصل على نقط متميزة مما يعني أن غيابها سيلاحظه الكل في المؤسسة التي تدرس فيها ولا أحد تحرك لمحاولة إعادتها ولو تطلب الأمر استعطاف ولي أمرها حتى تمر الزوبعة بسلام ويكون الأمر بعدها حادث عابر مر دون الام ولا أحزان.
أكيد بعد هذه الحادثة الأليمة الكل يحس بغصة من الألام في قلبه…العائلة مكلومة في فتاة في بداية حياتها ، الجيران تألموا، أصدقاء الفتاة وصديقاتها وأطر مؤسساتها الكل سيحس بحزن عميق لكن الا يستحق هذا الحادث الأليم الوقوف مليا عن دور الأستاذ الذي بدأ يختصر علاقته مع تلاميذه في سويعات يقف أمامهم في اليوم وبعدها لا سؤال عن ظروف التلميذ والتلميذة الاجتماعية والنفسية ولو في سر و كتمان…ألا يطرح التساؤل عن دور جمعيات الآباء والتلاميذ التي أصبحت جمعيات لالام ومعاناة أولياء التلاميذ ..تم أينك أيتها الفاعلة الجمعوية و يامن تسيرين جمعية أو هيئة من هيئات المجتمع المدني ليس الأهم أن تكوني امرأة على رئاسة الجمعية لكن الأهم أن هناك مواضيع اجتماعية وآفات اجتماعية لا ينجح الرجل غالبا في احتواءها وتترك فيها المرأة بصماتها حين تدخل إليها وتتدخل فيها ومنها هذا الموضوع المتعلق بتمدرس الفتاة.
ليست هذه الكلمة نبشا في حزن ألم بعائلة مكلومة في فلذة كبدها لكنه وصمة عار في جبين المجتمع المدني الذي كان دائما يؤدي دوره في تاريخنا بالجنوب بطريقته الخاصة قبل أن تتأسس هذه الجمعيات التي تسمي نفسها مجتمعا مدنيا .

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

اعلانات
التخطي إلى شريط الأدوات