بقلم : يحي لبمسعودي.
عجلة إدارية وتدبيرية مليئة بالأعطاب ، تنمية وهمية ، هراء علمي وأكاديمي فارغ، وفشل في أول امتحان وتمرين إعداد وبلورة ميزانية صادقة … تلكم أبرز وأقوى الذكريات والصور التي سيخلفها عام يشرف على أن يضع أوزاره ويضع نقطة نهاية فظيعة وبيئسة لبداية مهلهلة وعرجاء لرئيس جهة كلميم وادنون .
والأفظع ، أن هذه الوضعية المشلولة أنتجت إحباطا وفتحت المجال واسعا ليأس بدأ يتسرب لعدد من المنتخبين والفاعلين الجماعيين بأقاليم الجهة ، الذين ظلت جذوة المرور للسرعة الثانية في إعداد مقترحات لتعزيز مشروع المخطط التنموي الجهوي ، تشتعل لديهم وتدفعهم إلى تعليق آمال عريضة على رئيس الجهة لكي يعطي الضوء الأخضر للانطلاقة السليمة.
بيد أن هذا الحماس قد تمت إبادته في مراحله الجنينية، ولم يتم تبديد غيوم هذا اليأس بأبسط إشارة على أن الأمور ستتخذ منحاها الصحيح ، حتى نزل قرار رفض ميزانية الجهة من لدن وزارة الداخلية ، مثل كرة ثلج بسبب التدبير الانفرادي والفايسبوكي للآمر بالصرف الأول جهويا، سنة قمرية واحدة كانت كافية ليتبادل أهل وادنون بينهم بعض مما كتب ، من “أحلام” بلخشين الذي ينطبق على الرئيس:
بلخشين هذا قال : “لم يكن سوى موظف بسيط في الدولة ، نجح في الانتخابات .. أطعم الناس بالوعود المعسولة وكثرة التسويفات المأمولة فعيونه آمرا للمالية في سنوات الجفاف العاتية ليحافظ على العملة المهربة، لكنه هرب الخزينة الى بلاد االكؤوس ، بعد أن تخلص من زوجته الأولى وقروضه الصغرى والكبرى ..
لكن جمارك الحدود سلسلوه والمخبرون طوقوه والساكنة أعدموه .. وعندما استفاق لم يكن سوى مجرد حلم“….
الظاهر أن هذه الصورة القاتمة والتي تقدم آمالا قوية حول الاستعداد لدفع العجلة وإزالة ” البلوكاج الفايسبوكي ” في تفكير الرئيس ، هي أيضا من يجر العربة أمام حصان التنمية الجهوية التي تدفع اليوم العديد من الأقاليم ضريبتها المؤلمة.
سنة كاملة لم تكن حصيلة رئيسنا سوى كؤوس احتساها وهو يهلوس بدراهم التنمية فيما الساكنة كتب عليها أن تصلي 6 صلوات في اليوم الصبح والظهروالعصر والمغرب والعشاء وصلاة الجنازة على تنمية جهة يعول جلالة الملك أن تكون قاطرة لتنمية الصحراء وافريقيا.
لا توجد تسميات أقرب إلى حصيلة هذه السنة التي تشرف على النهاية ، سوى تلك التي تذكر الجميع بعام الجفاف 111 ، أو عام الجوع ، أو عام البون.. لا فرق بين مآسي تلك الفترات وبين عام العام السادس عشر بعد الألفية الثالثة إلا في ” الجوع التنموي ” و” الفراغ التنموي ” الذي لا يدرك المسؤول الأول عن الميزانية الجهوية أنه على شفا حفرة من أن يضع أولى لبناته وحجره الأساس.
حقيقة عام بوعيدة شبيهة بقصيدة التيس والمرآة:
القصيدة ذات مدلولات ومضامين يقول فيها..
وقف التيس يحدق في المرآة ** فرأى تيساً آخر يحدق في المرآة..
هز التيس الرأس فهز التيس الرأس ** ظن التيس أن التيس الآخر يتحداه ثار وهب وسب أباه فثار التيس وسب أباه ** نطح التيس فانخلع القرن وشج القرن ووقف التيس يحدق في اللا شيء فرأى لا شيء ** تمتم لا بأس قد فر التيس الرعديد أمام التيس الصنديد لا بأس ** حتى لو خلع القرن وشج الرأس…
سألني صديقي كيف يمكنه الانتشاء بالمتعة الزائفة أصلا لاحتساء ” الكؤوس ” في غياب الإحساس الفعلي ، الحقيقي ، والصادق ، بحصيلة موضوعية ومشرفة تأتي من لذة ارتشاف ” كؤوس التنمية ” التي ينتظرها الجميع ، ولا شيء غيرها؟ .
لم أجد سوى أن أجيب هل تعلم أنه “داخل القبر، تعتقد الديدان أن هذه هي الحياة ” وقد يكون ذلك منطبقا أعلى مول الكيسان.
وفي ظل غياب أية معطيات ” ترفع بها وادنون رأسها عليا وشامخا ” كما كان في فيما مضى من الأعوام ، وعن مفاصل مخطط جهوي يأخذ بعين الاعتبار أهمية المرحلة وانتظارات الساكنة والفاعلين الجهويين والإقليميين والسلطات للدفع بفرص تنزيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية في شقه المرتبط بالجهة ، لاشيء يمكن الزهو به والافتخار به .
من لايرغب في التعلم شأن رئيسنا الذي يرابط على جبهة الفايس بوك ينتظر ساعة الصفر ، يتهيأ لإطلاق ثرثارته ، ويترصد خطوط الهجوم داخل صفوف منافس شرس ومثين ، من لا يفقه في التنمية يعيش محاصرا حتى يصير هو الحصار ، يحاصر نفسه ، ويحاصر حصاره ، كما يقول الشاعر الكبير محمود درويش فلا مفر ولامفر..
فمنذ أول انطلاقة لعمل مجلس الجهة الحالي ، لم تستقبل كلميم أية زيارة وزارية وقطاعية لمتابعة ما يتم التفكير فيه من مقترحات مشاريع أو ترأس اجتماعات للتنسيق والتتبع .
رئيسنا همهمت له ولي نعمته أن الجحيم هو الأخر… والمؤسف أنه في سنته الأولى أصيب بالعجز وأصيب المسكين بأخطر سرطان تعايش معه طيلة السنة ، إنه سرطان الخوف.
كلما رغبت في الحديث عن “رئيسنا الخواف ” إلا وتذكرت ماكان قد قاله الشاعر محمود درويش” اللاشيء الذي يأخدنا الى لا شيء“.
صحيح أن بن بوعيدة الآن رئيسا لكن أليس من يمكن وصفه ب” كسب قطة وخسر بقرة” ، كثرا ما سمعت من يدافع عنه يقول أن حديث العهد بالمسؤولية ولكل بداية كبوة ، وامبيريكة وحلاتو ومشات ، قديما قال العرب “تعطي الأعمى العينين فيطالبك بالحاجبين ” بهذا المثل يمكن أن تدافع مباركة عن نفسها .
رئيسا بن بوعيدة عليه أن يعلم أن الويل له إن عزز الفشل بالفشل ، وإن تجنب الفشل يعني الحد من الإنجاز ومجرد تجنب الفشل لا يتساوى مع النجاح.
رئيسنا وهو صاحب الدكتوراه قد لا ينتظر مني أن أذكره بمقولة “كلارينس كيلاند ” في مقولته الشهيرة “ لم يعلمني أبي كيف أعيش ، بل عاش وجعلني أراقبه“، لا تخجل يمكنك التعلم وطلب فقه التنمية ، التنمية تيدريوها الرجال في التيران ماشي فالمدرجات، لاتجعل قبائل تكنة، تنكث وتقول “ذهب الحمار يطلب قرنين فعاد مصلوم الأذنين“.
اليوم يحق لنا أن نضع أيدينا على قلوبنا وننتظر ما سيسفر عنه جنون ” الفايسبوك ” ونخبك يا حلوة” ، حتى نستشرف أولى بدايات عام جديد أكثر فظاعة في حال استمرار هذا الجفاء والجفاف والجمود.
رئيسا العظيم ، إستحملني وأنت المثقف ومن يحب أن يناديه العامة بالدكتور:
نهاية نيرون الفاشل مأساوية، عندما انصرف عنه أصدقاؤه وانفرطت من حوله حاشيته، ووجد نفسه يعيش هارباً في كوخ، بعد أن حول بلاده إلى دمار وخراب كبير. ظل نيرون مختبئاً في كوخه، حتى سمع صوت سنابك الخيل تقترب من مخبئه، فمات منتحراً. هكذا مصير الفاشلين، يموتون موت الجبناء.
عن إفني نت