صكوك جاهلة

منذ ما يزيد عن سنة ونيف على انتخاب مجلس جهة واد نون وجل الرأي العام يترقب من قريب او من بعيد تشكلة جديدة وفريدة عساها تحقق تغييرا اكثر من التي سبقتها . تغيرت الشخصيات وتغيرت معها الموازين والسياسات .  هاته المرة قيادة جديدة شعارها يبدو للعيان  هو التغيير ولو كره (الكافرون) على الاقل في القاعات المكيفة ومدرجات القاضي عياض . وما خفي لا تعلمه الجماهير . مرت تلك الزوبعة الانتخابية بما لها وما عليها لتستولد لنا هذه التشكلة التي (اختارتها) الجماهير للذود عن مصالحا.
جماهير مجال واد نون من سيدي ايفني مرورا بالساحل الاطلسي الشاسع الى الطنطان مرورا باقصى الشرق اسا الزاك وتوغلا الى كلميم حيث تحاك الخرائط السياسية . مجال واد نون الذي يطغى عليه عالم قروي قاحل و جد شاسع مقارنة مع جهات اخرى مجاورة وحواضر عريقة عراقة تاريخها . رغم كل المؤهلات التي يتميز بها هذا المجال …فلاحة . صيد بحري . سياحة . وربما اقطاب صناعية مستقبلا وثروات باطنية جد هامة = استثمارات = رفاه …-رغم كل هذا- لا يزال هذا المجال يعيش متأخرا سنوات (ضوئية) مقارنة مع مناطق مجاورة .
مجال واد نون الذي تحكمه عوامل القبلية والانتماء لمكونات قبلية تاريخية اثرت بشكل او بآخر في رسم خرائط سياسية هدفها الظاهر التنمية والباطن تصفية الحسابات السياسية، الحزبية، التاريخية . الشخصية…
منذ ما يزيد عن سنة ولسان حال الكثيرين منا يقول (ما الذي تغير؟)  ولسان حالهم يقول (لا تغيير بدون رصيد بنكي يعنى بالتغيير! ولا تغيير الا باستأصال جذور شبح الفساد واعدام ساحراته) وفي الوقت الذي ينتظر فيه الجميع الفرج يعيش الرأي العام بمختلف اقطاب هذا المجال حالة من الترقب والتأهب لمستقبل تمتزج فيه التوقعات بين متفائل ومتشائم . في هذا الوقت تعيش الحواضر كما البوادي حالة من الشلل التنموي (فقر، هشاشة، احتجاجات، معطلين، ارامل، طلبة… ..)  ويعيشون هم (صناع القرار في مجلس تدبير مجال واد نون) يعيشون حالة من التنافس لاجل اثبات الذات بالاضافة الى حالة من الذعر حول كيفية تدبير (الرصيد) الى ان يأتي الفرج بطريقة ما من  احد افخم احياء الرباط …
وانا اتصفح بعض مرافق الاخبار حدث وان صادفت خبرا كتب بخط عريض (مساهمة مجلس جهة واد نون في دعم مشاريع الجماعات الترابية بجهة كليميم ) شيئ جميل بالفعل مشاريع تم تمويلها بمبالغ خيالية وبنسب تفوق 99 بالمئة . لكن التحليل المنطقي والمحايد في هاته الحالة يدعو للنبش في طبيعة المشاريع الممولة والجماعات التي استفاذت من هذا الدعم الدسم والمغري . الملاحظ ان الكثير من الجماعات الترابية تم اقصاؤها او ربما نسيانها او ربما ستستفيذ (مستقبلا) من دعم ما !!!!! ?? منها جماعة الشاطئ الابيض كمثال .
جماعة الشاطئ الابيض التي تمتد من الفيجة حيث مصب وادي اساكة شمالا واقليم سيدي افني الى مصب وادي اوريورة حيث اقليم الطنطان . مؤهلات سياحية وفلاحية جد هامة ومشاريع كبرى مرتقبة ومحطات سياحية وضيعات فلاحية … كل هذا تم حقنه بابرة منوم الى اشعار غير معلن عنه .
جماعة الشاطئ الابيض التي لم تشهد اي بادرة تنموية منذ زمن اللهم بعض الصدقات من بلاد الشرق . جماعة الشاطئ الابيض التي لا يتوفر مجلسها على متر مربع واحد ليقيم عليه قاعة اجتماعاته. ولا تتوفر على مصدر دخل واحد . جماعة الشاطئ الابيض التي تتصدر الجماعات الكبرى من حيث المساحة وتتصدر الجماعات الصغرى من حيث الميزانية السنوية التي لا تكفي حتى موظفيها ..
جماعة الشاطئ الابيض التي لسبب ما (لا احبذ ان اسميه اقصاءا) اقصيت من دعم مجلس جهوي عقدت عليه امال كثيرة . شأنها شأن جماعات اخرى كثيرة ربما علتها عدم الادانة بالولاء لدكتورنا العزيز .

عودة الى البداية من جديد : ان تدبير شأن العامة يا سيادة الرئيس لا يجب خلطه بطبيعة الانتماء القبلي او السياسي او كمية الناخبين او حتى اراء الناس في مؤسستكم . ان مسؤوليتكم لكبيرة كبر مكاتبكم ومدرجاتكم ومحاضراتكم… فالقاعدة النظرية المهمة والغنية بالمفاهيم يجب توزيعها عدلا على جميع الجماعات او على الاقل الالتفاتة الى جماعات فقيرة وهشة . وهنا يمكن اختبار النظرية تجريبيا وصولا الى تزكية فرضيات معينة .
فخامة الرئيس . ان اي منتخب اختاره اغلب العموم لسبب ما ،لحسبه او نسبه او جاهه او انتمائه القبلي او الحزبي يجب ولمجرد الاجماع على اختياره ان ينسلخ من سلهام القبلية والحزب والولاء، ليكون شغله الشاغل التنمية والعدل فيها بغض النظر عن اراء ومعتقدات المواطنين . والا كان الامر بمثابة جاهلية تنتظم تحت لواء الديمقراطية
 نقطة اخيرة : اننا كمواطنين بسطاء ومجتمع مدني لا يليق بنا بتاتا محاربة الاشباح ومطاردة الساحرات. على اساس انكم تعلقون اي فشل على عاتق مجهول . واضيف  للافادة ان خدعة آل وحفنة مال لم تعد تصلح ابدا ولا تليق لان تصمنع الزعامة الاجتماعية ولا ان تجعل العموم كالقطيع او كمريدي شيخ الزاوية مقدمي القرابين ابتغاء صكوك جاهلة ..